كان أحد الفراعنة القدامي كان ديكتاتورا لا يسمع لأحد ،وكان شرط التقرب له ,أن يطيع وأن يلغي عقله فكان يقول لهم لاترون الا ماأري ولا أهديكم الا سبيل الرشاد ،وفي الواقع لا يهديهم الا سبيل الضلال ،وفي يوم من الأيام قال لهم ان أعدائي كثر والخيانة من حولي في كل مكان وأخشي القتل لأني أعلم أن هناك أحد مايتربص بي ، ويتحين الفرصة لينقض علي فأرجوا منكم أن تصنعوا لي بذلة من الذهب الخالص أبسها فتكون درعا ووقاية لي وفتنة لقومي ليعلموا أنني قادر علي صنع المعجزات ، وهدد وزرائه بأنهم ان لم يصنعوا له تلك البذلة لقتلهم جميعا ، احتارالقوم فقالوا ليس هناك من ذهب أو حتي خشب في المملكة -لقد ضيع كل ثروات البلاد علي حماقته هو واسرته ولو وجدنا الذهب كيف نصنع له تلك البذلة والمملكة لا يوجد بها مصنع واحد فهي خاوية علي عروشها ، فقال أحدهما تعالوا جميعا نتفق عليه ونصنع به مايصنعه بنا لا نجعله يري الا مانري نحن ؟قالوا كيف ذلك ؟؟قال أحدهم سنقول له ان بلدك بلد الخير والنعم وقد وجدنا ذهب يكفي من البدل واحدة واثنتين وقد صنعنا لك واحدة للتجربة قال آخر أنت ستورطنا معه من أين الذهب وكيف نصتعها ؟؟قال لا ذهب ولا بذلة سنخلع عنه ملابسه كلها وسنقول جئنا بالبذلة فألبسها ، وعندما يقول أين هي ؟؟نقول لقد لبستها والكل يجمع علي ذلك وآخر يثني علي جمالها وآخر يثني علي روعتها وثالث يثني علي علي صانعها ، وعندما يجدنا مجتمعين سيكذب عقله وعينه ويصدقنا -طالما أنه لم يرها من قبل علي أحد فالانسان عدو ما يجهله فقال رابع واذا طلب أن يخرج الي العامة ليري أثر البذلة علي رعيته ماذا سنصنع ؟؟هل سنخرج لهم ملكهم عاريا ؟؟رد خامس لا ترعي للرعية بالا فهم رعاع عصي تحركهم وأخري توقفهم وسيفعلون ما نأمرهم به ينعلن لهم أن الملك خارج بالبذلة ومن ينكرها أو من لايثني عليها سوف تقطع رقبته في الحال ،دخل الملك وقال أين البذلة قالوا جاهزة يا مولاي لكن بعد اذنك اخلع ملابسك حتي نلبسها لك
قال / نعم وخلع ملابسه وقال هاتوها ،فدخل اثنان من الحراس يدعون أنهم يحملون حملا ثقيلا تنوء به الجبال وهم واضعين أيديهم علي أفواههم خشية ان تنفلت منهما ضحكة فتنزع رقابهم
وقال الوزير البس يا مولاي
قال أين ؟؟؟
قال في يدي
قال لا أري شيئا ؟؟
قالوا جميعا كيف يا مولاي اننا نراها جميعا ومارأينا أجمل ولا أشيك منها يا مولاي لابد وأن تكافيء من صنعها ونفذوا مااتفقوا عليه وأقنعوه انه لبسها وانها جميلة باهرة
فقال / أريد أن أخرج علي شعبي
قالوا سمعا وطاعة فحضروا المواكب والركب -وهو راكب علي المحمل علي أطتاف الخدم واقف عاريا فرحا مزهوا
خرج يشق الصفوف المتراصة علي الجانبين كي يسمع بأذنيه كلام المدح والانبهاروسمع مايريد فهناك من قال أصله ابن ملك ويستاهلها ومن قال عيشتنا ذهب في ذهب لذلك لابد أن نلبس ذهب ومن قال لم أري أجمل ولا أروع من هذه البذلة وكان هناك طفلا ممسكا بيد أبيه فقال وبراءة الأطفال وطهارتها وعفويتها مشيرا الي الملك
هذا الرجل مجنون كيف يقف عاريا هكذا ؟؟؟وسط جموع الناس ألا يستحي الا اذا كان مجنونا
فرد رجل بعفوية والله مجنون او نحن المجانين
ورد آخر لا الملك هو المجنون عيب علينا أن يسحبونا كالبهائم ليفعلوا بنا مايروه والحقيقة لا تخرج الا من هذا الطفل وصرخ بأعلي صوته ياملكنا يا مجنون بعد الكرامة كل شيء يهون
وفوجيء بان الكل يردد وراءه وأغلقوا الدائرة علي فرعونهم فقتلوه وهم يرددون يافرعون مت مت
كفاية لحد كده سكوت وتحرر الشعب وكان الفضل لطفل قال الحقيقة أو أكثر انصافا تحرروا بالصدق والكرامة
بقلم حسن عبد الحميد