هذه صفحات مشرقة من سيرة نساء كرديات حفظها الدهر وختم عليها بختم من ذهب وأبقاها عبيرا في الزمان وعبرة في التاريخ.
نتناول هنا خيوط من سيرة أميرات من بني أيوب كن أخوات السلاطين وأمهات الملوك وعماتهم وجدات أمراء صغار.
وكن ينعمن في أحسن حال ويجري المال من تحت بنانهن وكأنه الحصى المتناثرة كاللؤلؤ يصف في ساقية طويلة وكن متعلمات راشدات يدفعن المال وينثرنه على الفقراء فكن ملجأ للقاصدين.
ويجلبن الأطباء والصيادلة ليصنعوا أدوية و عقاقير بآلاف الدنانير ليوزعنها على الضعفاء والمرضى فكن أخوات للعاجزين و المكروبين.
وكن يجزلن الصلات للعلماء ويشجعن على العلم و تعلم القرآن.
المرأة الكردية هي سليلة امة عرفت بالجهاد والصبر وقوة الشكيمة والبأس لكن تجمع على قومها قوى الشر الآن فأصبح أذل و اضعف شعوب الأمة الإسلامية كلها فأين حق الوفاء؟!ومن أميرات بني أيوب :
ست الشام بنت أيوب :
اسمها زمرد خان ولقبها عصمة الدين وكانت سيدة الملكات وسيدات الخواتين وعرفت فيما بعد ب: ست الشام.
ذكر ابن كثير أنها أخت الملوك وعمة أولادهم وإنها أم الملوك وكان لها من الملوك المحارم خمسة وثلاثون ملكا . وإخوتها الأربعة المعظم توران شاه , وصلاح الدين , والعادل , وسيف الإسلام .
وقد بلغ من حبها للعلم إن صرفت همها لتعليم ابنها حسام الدين عمر فلا شئ عندها يعدل العلم وكانت قد تزوجت والد حسام عمر بن لاجين ثم ابن عمها ناصر الدين محمد بن اسد الدين شيركوه ين شاذي صاحب حمص.
الا ان ابرز ما قامت به هو انشاؤها مدرستين عظيمتين : المدرسة الشامية البرانية , والمدرسة الشامية الجوانية توفيت ست الشام اخر نهار يوم الجمعة , في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام616 هجري ودفنت بالمدرسة الشامية البرانية.
بابا خاتون
بنت اسد الدين شيركو هي ابنة شيركوه عم صلاح الدين الذي استوزره السلطان نورالدين محمود بن زنكي على مصر و لقبه بالملك المنصور امير الجيوش , و ارسل اليه امير المؤمنين العاضد منشور الوزارة.
و يعود اصل انشاء المدرسة العادلية الصغرى بدمشق الى ان بابا خاتون كانت اشترت دارا وحماما وقرية كامد وحصة من قرية بيت الدار ثم وقفت ذلك كله على نفسها ايام حياتها ,ثم من بعدها على ابنة عمها زهرة ابنة الملك العادل , مشترطة عليها ان تكون الدار مدرسة , و مدفنا , و مواضع للسكنى. وان يكون للمدرسة مدرس ومعيد ,واما وموذن , وبواب , وقيّم , و عشرون فقيها .
خديجة بنت الملك المعظم :
هي خديجة بنت الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل , اخت الناصر داوود . توفيت ببستان الماردانية سنة 660 هجرية.
وهي التي أنشأت المدرسة المرشدية على نهر يزيد بصالحية دمشق . ودرس بها أيام عزها شمس الدين بن عطاء الله الاذرعي , ثم أربعة أخرهم شمس الدين حريري.